تعد الحضارة المصرية من أقدم وأعرق الحضارات القديمة، إذ بدء تاريخها مع الإرهاصات الأولى لظهور الإنسان على سطح الأرض المصرية، وما أن استقر الإنسان فى واديها ، وارتاد دروب صحراواتها إلا وجعل موادها الطبيعية ملائمة لاحتياجاته البشرية كنوع من التوافق لتبادل معطيات البيئة بينه وبين الطبيعة، ولعل هذا هو الشرط الدائم الذى تفرضه الطبيعة على الإنسان، فبدأ يتحكم فيها ويجعلها طوع يده، وفضلا عن هذا فقد كان لتأثر المصرى قديماً بمختلف الظواهر الطبيعية المحيطة به منذ البداية، أن اتخذ من بعضها أرباباً لها أشكال متعددة أقام لها المعابد والمحاريب كنوع من التقرب والتعبد لها، وخصص لرمز معبودها المقاصير والاستراحات. فقد شيد المصريون المعابد لأربابهم منذ استقرارهم الأول فى الوادي والدلتا، وكنوع من التأثر بالبيئة الطبيعية جاءت العمارة الدينية الأولى فى عصر ما قبل الأسرات من وحى البيئة، وكانت النباتات دعامتها الأساسية، فشيد منها دور العبادة الأولى وكانت بهيئة مقاصير بدائية، زينت برموز الآلهة على هيئة صوارى، ونعلم تلك العمارة الأولى من واقع ما ورد تصويراً على الأختام والبطاقات الخشبية والعاجية من تلك الفترة المبكرة، ويعارض إمري ما ذكره البعض من أن هذه العمارة المبكرة للمعابد والمقاصير المصورة على البطاقات والأختام كانت من الأغصان المكسوة بالطين، ويرى أنها لابد وأن تكون مشيدة من مادة أكثر متانة من مواد بناء المنازل