يسعى هذا البحث إلى الوقوف على عملية نقل المعاني من المنثور إلى المنظوم؛ لأنَّ المعاني لا تتناهي، وإنَّما تُنقل وتولَّد وتتَّسع باتِّساع النَّاس في الدنيا، كما أنَّ هذه المعاني جميعها قائمة بالنَّفس، وإنَّما الشأن في اختيار الألفاظ المناسبة؛ وسبكها على معانيها، فالذي يُراد هو المعاني، والألفاظ تُجعل أدلَّة عليها، وجماعة العقلاء من الخاصة والعامة ليسوا على حدِّ سواء أو قياس واحد في إبراز هذه المعاني عند صناعة الكلام نثرًا أو نظمًا، فالإجادة والتوفيق يكون لمن يمتلك آلات تلك الصناعة من طبعٍ مجيب، ورواية وذكاء ومعرفة بأحكام اللغة وسننها...إلخ. وهذه المعاني الواقعة في الكلام بنوعيه، يمكن نقلها من المنظوم إلى المنثور، ومن المنثور إلى المنظوم، ولهذا أثره في تداول المعنى وتصريفه في العبارت المختلفة، وغير ذلك من الفوائد التي ستظهر في ثنايا هذا البحث إن شاء الله تعالى. وتأسيسًا على ما سبق كانت فكرة البحث، وعنوانه: نقل معاني المنثور إلى المنظوم وأثره في صناعة الكلام ( كتاب أدب الدنيا والدين لأبي الحسن الماوردي ت:450هـ أنموذجًا).