الدويلة الروادية الكردية وصراعاتها الخارجية والقوي المنافسة لها (بنو الساج والديالمة) في آذربيجان [230هـ/446هـ - 844/1054م]

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

مما لاشك فيه أن دور الأكراد السياسي في ظل الخلافة العباسية  كان كبير، لما لهذه الأمة الكردية من قدر بارز في التاريخ الإسلامي فقد ساعدوا علي إحداث الكثير من الثورات قبل قيام دويلاتهم الكردية ، مثل اشتراكهم في ثورة عبد الرحمن الأشعث في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، وظلوا علي هذه الحالة من الاشتراك في الثورات طوال فترة العصر العباسي الأول حتى نجحوا مع بداية الضعف العباسي وعهد الخليفة المتوكل عام 232هـ /846م في استغلال فرصة الضعف العباسي والإعلان عن أنفسهم من خلال دويلات مستقلة خاصة بهم .وكانت أول دويلة كردية هي الروادية التي قامت في تبريز ، ومنذ ذلك التاريخ انتقل دورهم السياسي إلي مرحلة جديدة من خلال العلاقات الدبلوماسية والسلمية مع الجيران ، بل والحربية إذا اقتضى الأمر، ذلك حتى تأمن الحدود بالإضافة إلي حركات التبادل التجاري مع الأقاليم المجاورة .
ولقد شارك الأكراد في الجهاد ضد الروم وكان لهم حصن يجاهدون من خلاله وهو حصن الأكراد إضافة لتصديهم مع البويهيين لمحاولات الروم عندما أرادوا غزو الحدود والثغور الإسلامية ، هذا بجانب تصديهم لغارات الغز الأتراك التي جاءت علي مناطق متفرقة من أذربيجان فكانوا لها بالمرصاد إضافة لتوسعاتهم الخارجية وإنتهاج سياسة داخلية وخارجية تعمل علي ازدهار دويلاتهم الكردية المستقلة .
كل هذه الأشياء أعطت أهمية للأمة الكردية وضرورة حتمية لدراسة تاريخهم الحافل بالأحداث والمواقف السياسية وبجانب ذلك كان لهم ملامح حضارية لا تقل أهمية عن أحوالهم السياسية فظهرت لهم خصائص حضارية متميزة عن غيرهم تحمل الصبغة والهوية الكردية ، وتركوا تراثاً حضارياً لا بأس به علي الرغم من ندرة التدوين عنهم ، لذا كان لزاماً علي دراسة هذا الموضوع .

الموضوعات الرئيسية