العوامل النفسية المرتبطة بالوصم الاجتماعي "دراسة ميدانية في مؤسسات الرعاية الاجتماعية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ علم النفس المشارك – قسم العلوم التربوية كلية التربية بالزلفي

المستخلص

تناولت الدراسة أثر الوصم الاجتماعي على الفتيات المودعات في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وذلك بهدف تفهم مشكلاتهن، ومن ثم علاجها، وإعادة تقويم سلوكهن بالتربية الصالحة، وتقوية الوازع الديني لديهن، وتعزيز علاقتهن بأسرهن، ولمساعدتهن على الاندماج في المجتمع من جديد بعد الافراج عنهن، ولتعويدهن على مواجهة المواقف الصعبة في حياتهن وما يصاحبها من توتر نفسي، أو وصم اجتماعي، يتمثل في رفض الأسرة والمجتمع لهن لما ارتكبن من سلوك مرفوض في حق ذاتهن ومجتمعهن، وليصبحن عضوات نافعات مساهمات في اصلاح المجتمع. وقد حاول الباحث تحقيق هذه الأهداف من خلال دراسة ميدانية وصفية تحليلية تعتمد على منهج المسح الاجتماعي للعينة من خلال الاستبانة التي طبقت على عينة عمدية من المودعات في عدد من مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة العربية السعودية.
وتوصلت الدراسة الى أن الفتاة المودعة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية تتعرض لسماع الكثير من العبارات الجارحة من اسرتها بل إن اسرتها تتمنى موتها بعد الاساءة التي سببتها لهم، فدخول الفتاة للمؤسسة يسبب لها المشاكل مدى الحياة، ويؤثر على زواجها مستقبلاً وذلك لتغير نظرة الآخرين تجاهها، وعدم ثقتهم بها، كما أن المجتمع لن يغفر لها أخطاءها. وتوصلت الدراسة كذلك إلى أن من أهم العوامل المؤثرة في الوصم الاجتماعي للمودعات بمؤسسات رعاية الفتيات وجود حالة من انعدام الأمن والثقة والحب داخل الأسرة، ومعاناة الأسرة من كثرة الخلافات بين الزوج والزوجة، هذه الخلافات التي تعتمد على الشتائم والتهديد بالطلاق، هذا الى جانب معاناة الأسرة من مشكلات اقتصادية، ومعاملة البنات بقسوة داخل الأسرة تصل إلى حد الإهانة، وعدم وجود رقابة والدية على الأبناء والبنات بسبب السفر أو انشغال الأب وتحمل الأم بمفردها مسؤولية الأسرة دون الأب.