الصِّيغ الصَّرفيَّة للفعل المضعَّف، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته دراسة دلالية تطبيقية على ترجمة جاك بيرك

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله الذي خلق بقدرته الإنسان وعلَّمه البيان، والصلاة والسلام على البشير النذير المنزل عليه القرآن، وعلى آله وأزواجه، وأصحابه الطَّيبين الطَّاهرين الذين كانوا مشاعل هدى وتُرجمانًا للقرآن. وبعد:
فإن للصِّيغ الصَّرفيَّة للأفعال المضعَّفة دلالات شتى لم يغفل عنها علماء اللغة، وهذه الدلالات لها عظيم الأثر في إثراء اللغة العربية وغناها، فللتضعيف - في العربية بصفة عامة، وفي القرآن الكريم بصفة خاصة - دقائق دلالية نفيسة، ولطائف بلاغية بديعة، فكلام الله معجز للخلق، فهو معجز بذاته؛ لفصاحة ألفاظه، ولتفرد أسلوبه الذي لا يشابهه فيه أسلوب آخر، والتضعيف يمثل جانبًا من جوانب أسلوبه الفريد المعجز، فالمتتبع لتضعيف الفعل الثلاثي وغير الثلاثي في آي الذكر الحكيم يجد له دلالاتٍ شتى، فهو لا يأتي جزافًا أو اعتباطًا، وإنما لتحقيق دلالات ما كانت لتكون إلا به، لعل أبرزها دلالة التكثير في الفاعل أو المفعول، أو الحدث، فللتضعيف دور في تفسير القرآن الكريم، واستكناه مراده، والوقوف على مواطن الإعجاز فيه، وهو ما يجب مراعاته عند ترجمة النص القرآني إلى غير العربية، وهو ما سيتضح – بمشيئة الله وعونه- في التطبيق حيث جاء البحث على النحو الآتي:

صيغة فعَّل، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته.
صيغة تفعَّل، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته.
صيغة افعللَّ، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته.
صيغة افَّعَّل، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته.
صيغة افَّاعل، وأثرها في تفسير القرآن الكريم وترجمته.

واقتصرت فيه على بعض الصِّيغ الصَّرفيَّة الأكثر ورودًا في القرآن الكريم، مستشهدًا على كل صيغة صرفية ببعض الشواهد القرآنية؛ لإظهار قيمة التضعيف في التفسير وأثره في الترجمة، وجعلت المنهج الوصفي التحليلي هو المنهج المختار في هذا البحث؛ لاعتماده على وصف الظاهرة اللغوية، ومن ثم رؤيتها وتحليلها. . ولعل أبرز ما أسفر عنه البحث:

قدرة الصِّيغ الصَّرفيّة للأفعال المضعَّفة على توجيه الخطاب لغير الناطقين باللغة العربية مُحمَّلا بدلالات شتى تثرى السياق، ومن ثَمَّ تذوق غير الناطقين باللغة العربية لجمال القرآن بوقوفهم على مواطن إعجازه.
الدلالات الناجمة عن الصِّيغ الصَّرفيّة للأفعال المضعَّفة والتي بدورها توجه الخطاب لغير الناطقين باللغة العربية لا يمكن حدها بحد، وإنما مدارها على الذوق الأدبي السليم لدى منشيء الكلام والمتلقي.