المرأة المسلمة في فكر مالك بن نبي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

تمهيد :

تعد قضية المرأة من القضايا شديدة التركيب والتعقيد في الفكر الإسلامي وخاصة في صورته المعاصرة، وقد ظلت تطرح من حين إلى آخر بصور وأشكال متعددة تبعًا لتغير الظروف والأحداث التي تحيط بالمرأة والتي جعلتها دائمًا تحاول إيجاد كينونتها وإعادة تحديد مكانتها الحضارية ودورها الاجتماعي، لأن واقعها مزريًا فعلًا هذا الواقع الذي صنعته عوامل خارجية نابعة من تلك الهجمات الثقافية وعوامل داخلية ترجع إلى المرأة ذاتها، تنبع من عدم وعيها حين تركت دينها وقيمها وعقلها في تحديد طريقها وصيانة كرامتها وشخصيتها وحفظ حقوقها فهي تتحمل قدرًا كبيرًا من الواقع الذي ترزح تحت وطأته، ولأن الحضارة أساسها المجتمع ، والأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع هذه الخلية التي لا تحيا إلا بحياة المرأة التي تم انباتها نباتًا حسنًا.

يشغل تحديد موقع المرأة وحقوقها في المجتمع العربي، حيزًا كبيرًا في الفكر العربي المعاصر والمثابر بطروحات الحداثة التي انطلقت بدورها في قضاء الفكر الغربي، والذي اكتشف أن عمليات التحديث المعاصرة لن تتم أو تفرض تطبيقاتها ما لم يتم ربط المرأة بحركة المجتمع والتاريخ بشكل عام.

لكن مالك بن نبي أراد أن يوقع مشكلة المرأة ضمن مشكلات الحضارة والحداثة بعد التجربة المزدوجة التي جعلته يطالع هموم المرأة العربية والغربية على السواء، ولأن النزعة الغالبة في الاتجاهات الفكرية والمعرفية التي جاءت بها الحضارة الغربية في مختلف أطوارها هي نزعة مادية تحولت إلى صيحة ضخمة ذات دوى شديد في العالم كله، انعكس صداها على المرأة فالمرأة كونها إنسانًا، كانت ضحية من ضحايا هذا ليس تحرر المرأة وفك قيودها بل إخراجها من فطرتها التي جبلت عليها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية