وَصْفُ القُصُورِ فِي النَّثْرِ الأَدَبِيِّ بِالأَنْدَلُسِ ؛ عَصْرَ الطَّوَائِفِ وَالمُرَابِطِينَ.... دِرَاسَة تَحْلِيلِيَّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحثة دكتوراة تخصص لغة عربية

2 أستاذ الأدب الاندلسى بكلية الآداب جامعة دمنهور

المستخلص

لقد حَفَلَ النَّثْرُ الأَدَبِيُّ إبَّانَ عَصْرَي : ملوك الطوائف والمرابطين بتصوير مظاهر الحضارة الأندلسيَّة في القصور ، وعَكَسَ صورة مُتَأَلِّقَة لا تَقِلُّ نَصَاعَةً عَنِ الشِّعْرِ ، وَلَيس ذَلِكَ أَمْرًا غَرِيبًا ؛ فقد كَانَ الشِّعْرُ فِي الجَاهِلِيَّة ديوان العرب الذي سَجَّلَ مَفَاخِرَهُم ومَآثِرَهُمْ ، ثُمَّ حينما تَعَقَّدَتِ الحَيَاةُ الفِكْرِيَّة فِي القَرْنِ الثَّاني الهِجْرِيّ ، وَتَطَوَّر النثرُ الأَدَبِيُّ فِي المَشْرِقِ العَرَبِيِّ ، شَارَك الشِّعْرَ فِي اسْتِيعَاب أَفْكَار العَصْر والتَّعْبِير عَنْ قَضَايَاهُ ، وَتَحَوُّلاتِهِ العَقْلِيَّة والحَضَارِيَّة ، بِفِعْلِ النَّقْلِ وَالتَّرْجَمَةِ وتَعَرُّبِ الشُّعُوبِ التِي دَخَلَتِ الإِسْلامَ ، بِكُلِّ مَا ثَقِفُوهُ مِنْ أَلْوَانِ المَعْرِفَة وَالعَادَات وَالتَّقَالِيد وطَرَائِق المَعِيشَة .
وقد ازدهرت القصور خلال عَصْرَي : الطوائف والمرابطين ؛ لِمَا حَصَدَتْهُ الأَنْدَلُسُ فِيهَا مِنْ ثِمَارِ النَّهْضَة الحَضَارِيَّة المَرْجُوَّة ، التِي شَهِدَتْهَا مَعَ بِدَايَة الفَتْحِ الإِسْلامِيّ مُرُورًا بِعَصْرِ الوُلاة ؛ حَتَّى بَلَغَتْ شَأْوًا مُتَقَدِّمًا فِي عَهْدِ الدولة الأُمَوِيَّة ، وبخاصة في عهد عبد الرحمن الثالث (ت350هـ) وابنه الحَكَم المُسْتَنْصِر (ت366هـ) ، وامتدت إلى عهد المنصور بن أبي عامر (ت392هـ) .