طبيعة أخلاق القوة في دولة الرسول والفكر الغربي الحديث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحثة ماجستير

2 الاستاذ المساعد بقسم الفلسفة كلية الآداب – جامعه دمنهور

3 الاستاذ المساعد بقسم الفلسفة-كلية الآداب – جامعه دمنهور

المستخلص

إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وبعد؛ يعيش العالم اليوم أزمات لا تنتهي, سواء كانت هذه الأزمات أو المشكلات بين الفرد وذاته أو بين الأفراد وبعضهم البعض, بل وتتعدى لأكثر من ذلك لأزمات بين الدول وبعضها, وذلك إن دل على شيء فإنه يدل على انخفاض المنحني الأخلاقي أو بتعبير أخر انهيار القيم الأخلاقية.
وفيما يري الدكتور مصطفي حلمي: أن سلوك الإنسان يأتي  وفق ما يعتقد به من عقائد وفلسفات, فإنه عندما نحيط بالمذاهب الأخلاقية  السائدة حينها ندرك إلى أي مدي تستطيع الحضارة الغربية الاستمرار والبقاء أو تقويم وعلاج نفسها, وهل تستطيع الأخلاق النفعية والبرجماتية والماركسية والوجودية في استمرارها واسهامها في بقاء الحضارة الغربية وتقدمها.
ويشك الدكتور مصطفي حلمي في ذلك معللاً بما تعرضت له الأخلاق والمبادئ الأخلاقية عبر تاريخها في أروبا وأمريكا, فقد أخذت الحضارة الغربية تبدل أخلاقياتها وسلوكياتها كما لو كانت تبدل أزياءها عبر مختلف العصور. وعلى العكس من ذلك تأتي الأخلاق الإسلامية فقد ظلت القيم الأخلاقية الإسلامية باقية وثابتة ولم تتغير أبد, ولكن من تغير هم المسلمين فأصبح من الواجب عليهم أن يعدلوا سلوكياتهم وفقاً للأخلاق الإسلامية السامية([1]). 
في هذا البحث المتواضع أرادت الباحثة أن تقف عند سؤال الأخلاق في الفكر الإسلامي في دولة الرسول صلى الله عليه وسلم وعند الخلفاء الراشدين من بعده وعند مفكري الإسلام, في مقابل الفكري الغربي الحديث وأراء مفكرية ومذاهبه, من أجل إلقاء الضوء على مضمون المحتوي الفكري للعقلية الإسلامية والغربية, ولكي تتضح الصورة جلية فقد
لجأت الباحثة للمقارنة المختصرة بين الفكر الإسلامي والفكر الفلسفي الغربي في العصر الحديث, فكان منهج البحث منهجاً تاريخياً تحليلياً مقارناً
[1]))- د/ مصطفي حلمي: الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الإسلام, مرجع سابق, ص 4.