توفيق الحكيم من أبرز رُوَّاد المسرح العربيّ في القرن العشرين ، وكان شديد الاهتمام بإثراء الحياة الثقافية عن طريق توظيف الجديد من الأدب العالميّ ، ولم يتوقف عند لون من ألوان الإبداع ؛ فقد كتب الرواية ، والقصة ، والمقالات الاجتماعيَّة والسياسيَّة ، وصار نجمًا ساطعًا في الصحافة . وفي مجال المسرح كتب توفيق الحكيم في السياسة والاجتماع والرومانسية واللامعقول ، وكان يعرض المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية بأسلوب لغوى سهل شيق لا تَكلُّف فيه ، وقد تُرْجِمَتْ مُعظم أعماله إلى اللغات الأجنبيَّة ، كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية ، وكان يقوم بتمثيلها على المسرح كِبَار المُمَثِّلِينَ . أما عن دوره الوطني والسياسي ؛ فقد ظهر مُبَكِّرًا منذ ثورة 1919م ؛ فكان يكتب الأناشيد الوطنيَّة ، وحاول أن يُعَبِّرَ عن رأيه بِحُرِّيَّة ، ولكن كان لذلك عواقبه ؛ فقرر استخدام الرمز لكى يأمن على نفسه من بطش السلطة الحاكمة . يهدف البحثُ إلى دراسة الرمزية عند توفيق الحكيم ، الذي أُطْلِقَ عليه (أبو المسرح العربي) ؛ وذلك لأن أعمال توفيق الحكيم الأدبية تَحْتَلُّ مَكَانَةً بارزة في المكتبة العربية ، وكان له دوره البارز في المشهد السياسيّ . وتناولت في التمهيد : المسرح السياسي ؛ مفهومه ونشأته ، أمَّا البحث وعنوانه (الرَّمْزِيَّةُ عِنْدَ تَوفِيق الحَكِيم) ؛ فينقسم إلى : مسرح توفيق الحكيم السياسي ، توظيف توفيق الحكيم للرمز السياسي) .