الإرهاصـــــــات الأسطورية للإيكولوجيا النسوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحثة دكتوراة تخصص فلسفة سياسية

2 أستاذ فلسفة السياسة بقسم الفلسفة وعميد كلية الآداب الأسبق كلية الآداب - بجامعة دمنهور

المستخلص

كان لأساطير العالم القديم العديد من النماذج المعبرة عن عبادة الطبيعة الأم. حيث كان التماهي ما بين المرأة والطبيعة والربط بينهما سببًا في عبادتهما في صورة واحدة، وكذلك كان سببًا في الهيمنة عليهما. وهو ما أكدته الإيكولوجيا النسوية، من أن وجود ارتباطات بين النساء والطبيعة مَهَّدَ عملية الهيمنة على كلتيهما عبر التاريخ. لهذا يركز البحث على نماذج الألوهة المؤنثة في مختلف الحضارات والتي دمجت بين الطبيعة وعناصرها وماهيتها، وبين المرأة. وخاصة رمزية الجسد في هذه الأساطير بوصفه أثرًا اجتماعيًا وثقافيًا يحمل وراء طياته الكثير من المعلومات والبيانات. فقد كان للجسد في ثقافات العالم القديم أهميةً جوهريةً في حياة الإنسان. ولهذا تم التركيز على الأعضاء الجنسية البشرية في تشكيل التماثيل وتصويرها بشكل عام، وتماثيل المرأة بشكل خاص. ولهذا كانت عبادة الإلهة الأم مرادفةً لعبادة الخصوبة، لذلك تم الربط بينها وبين الطبيعة بوصفها مصدرًا للعطاء. وعليه سيتم في هذا البحث عرض آلهة الحضارات القديمة وأساطيرها في عصور الكتابة، و ما قبل الكتابة. من خلال الحديث عن المثيولوجيا القديمة وعبادة الطبيعة الأم في العصور الحجرية بشقيها القديم والوسيط. ثم بعد ذلك عرض أساطير الألوهة المؤنثة في حضارة بلاد الرفدين بشقيها التاريخيين: العصر الحجري الحديث وعصر الكالكوليت. ثم بعد ذلك سيتم عرض نموذج إيزيس في الحضارة المصرية القديمة كنموذج لتأنيث الطبيعة، انتقالا بعد ذلك للنسوية الوثنية في الأساطير اليونانية. حتى نتعرف في النهاية عن النتائج المترتبة على هذا الربط، وما إذا كانت هذه الأساطير قد اقتصرت في هذا التأليه على الصفات الجسدية فحسب؟أم أنه كان للإلهات قوى ووظائف أخرى تتعلق بالثقافة والحياة الفكرية بقدر ما كانت تتعلق بالطبيعة؟