مســــــــــارات بناء الصورة الفنِّية في شعر أبي تمام ... تراسل الحواس أنموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أكاديمية سعد العبدلله للعلوم الامنية

المستخلص

تناول البحث الحديث عن ظاهرة تراسل الحواس ومسارات بنائها في شعر أبي تمام، وكان لتوظيف هذه الظاهرة أثره في البناء الفني للصورة، فانفتح قصائد الشاعر على آفاق رحبة من الخيال عبر أنماط تراسل الحواس المختلفة، ويُمكن حصر بعض النتائج المهمة التي أكَّدتها الدراسة أو توصَّلت إليها، ومنها:

إن مصطلح تراسل الحواس مصطلح نقدي قديم وأصوله ضاربة في مباحث البلاغة، ووجِدت أصول له في الفكر العربي الصوفي.
وردت أنماط التراسل الحواسي عند الشاعر باعتبارين اثنين: الأول باعتبار الحواس، حواس الإنسان الخمسة، والثاني باعتبار العناصر المُكوِّنة له من جهة حضورها مكتملة أو غيابها، إذ إن التراسل يقوم على الحاسة المُرسِلة والحاسة المُرسَل إليها، والمُدرَك الحِسِّي بينهما.
هناك نوعٌ آخر من التراسل اعتمد عليه الشاعر في بناء صورته الفنية، وهو التراسل غير المباشر (التراسل الدلالي) ويجمع بين (الحِسِّي – المجرَّد)، إلَّا أن الباحث لم يتوقَّف بالحديث عنه إلَّا يسيرًا؛ لأنه يندرج ضمن الحديث عن الصورة الفنية عامةً في شعر أبي تمام؛ أمَّا نطاق بحثي فقد توقَّف عند الحديث عن التراسل الحواس باعتبار الحواس الخمس المتعارف عليها.