الأثر البــلاغي للسياق الصوتي عند الواحدي دراسة تحليلية في تفسيره للقرآن الكريم المسمى بـــــــ "البسيط"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحث دكتوراة بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة دمنهور

2 أستاذ الأدب والنقد بكلية التربية جامعة الإسكندرية

3 أستاذ الأدب والنقد العربي كلية الآداب جامعة دمنهور

المستخلص

       تناولت هذه الدراسة: (الأثر البلاغي للسياق الصوتي عند الواحدي دراسة تحليلية في تفسيره للقرآن الكريم المسمى بـ"البسيط") حيث عني الواحدي بالسياق الصوتي في تفسيره للقرآن الكريم وكشف عن دلالته وما يحمله من مضامين بلاغية يتحقق من خلالهما غايات الخطاب القرآني العليا وما ينتج عن ذلك من تحقق لعمليتي الإقناع والإمتاع، ما يفضي إلى الامتثال والإذعان لهذا الخطاب السماوي المعجز، وقد اشتملت الدراسة على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
      المقدمة وتناولت: موضوعَ البحثِ وسبب اختياره وأهميَّته وأهداف الدراسة ومنهجها. ثم التمهيد وقد تناول الحديث عن أهمية السياق الصوتي، وأثره البلاغي، حيث بينت الدراسة أن السياق الصوتي أحد مكونات وركائز السياق اللغوي، وكشفت عن العلاقة بين الصوت والمعنى وذلك لأن الألفاظ تكتسب قيمتها الدلالية من الجرس الصوتي الذي يعزز سمة التأثير على المتلقي، كما تحمل الأصوات قيما جمالية وطاقات إيحائية متضمنة داخل السياق تكشف بدورها عن الجوانب التحسينية والجمالية للغة الخطاب بقصد الإفهام والإمتاع. وقد تآلفت ألفاظ القرآن الكريم جميعها من حروف وأصوات متآلفة يستريح لتآلفها السمع وتنسال على الألسنة كالماء العذب، وقد وجه القرآن الكريم إلى ضرورة مراعاة الجانب الصوتي وذلك عن طريق التلقي الشفهي للقرآن الكريم.
وقد تناول المبحث الأول: التلاؤم الصوتي وأثره البلاغي في التفسير البسيط للواحدي وكشفت الدراسة عن عناية الواحدي بالجانب الصوتي في القرآن من خلال ما تناوله الواحدي من قراءات قرآنية في تفسيره، وبينت الدراسة أن التلاؤم الصوتي في القرآن الكريم يشمل بصورة متكاملة سياق النص القرآني كله، بشتى أنماط التآلف الصوتي كتلاؤم الحركات والصوامت والتآلف اللفظي وغيرها من ألوان التآلف الصوتي، كما تناول المبحث الثاني: الأثر البلاغي لسياقات الأداء الصوتي( النبر والتنغيم) فبينت الدراسة دور الأداء الصوتي المتمثل في ظاهرتي النبر والتنغيم ودور السياق في تحقيق دلالتهما، حيث يحمل النبر قيما دلالية ترتبط ارتباطا كليا بسياق الحال والمقام ، وكذلك التنغيم حيث يعملان على شد انتباه السامع وإفهامه حيث يهيمن التنغيم على دلالة الأسلوب ويضمنه معان بلاغية تقتضيها الأحوال والمقامات وهذا ما كشفت عنه الدراسة عند الواحدي في التفسير البسيط.
     وقد تناول المبحث الثالث الأثرالبلاغي للإيحاء الصوتي وعرضت الدراسة لنماذج ذلك من خلال تفسير الواحدي للقرآن الكريم تجلت فيها أثر السياق بلاغيا من خلال تلك الألفاظ ذات الإيحاءات الصوتية المعبرة. ثم خاتمة تناول البحث فيها أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ومن أهمها عناية الواحدي بالسياق الصوتي وما ينتج عنه من دلالات ومضامين بلاغية، وقد استندت البحث في دراسته على المنهج التكاملي وذلك لطبيعة الدراسة السياقية ذات المحاور المتعددة.