الأبعاد التــــــــاريخية في الخطب السياسية للولاة في العصر الأموي (41–132هـ/ 661–750م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحثة ماجستير بقسم التاريخ شعبة (التاريخ الإسلامي)

2 أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية

3 أستاذ الأدب والنقد المساعد - كلية الآداب – جامعة دمنهور.

المستخلص

إن كثيرًا من أبناء الخلفاء الذين صارت إليهم الخلافة بالوراثة عاشوا في القصور بين السرف والترف والغلمان فلم يصيبوا من فصاحة البداوة ما يخوّلهم ارتقاء المنابر فلما أُريدوا على ارتقائها لم يجدوا في حناجرهم ما يخاطبون به الناس بينما برع الولاة والأمراء والقادة حيث مواهبهم الفكرية والإدارية كانت تبوئهم منازل عالية فبرز منهم القادة والسياسيون والخطباء والبلغاء من طبقة زياد بن أبيه والحجاج بن يوسف الثقفي.[1] والمغيرة بن شعبة وعبيد لله بن زياد وغيرهم فقد جمع هؤلاء الولاة الخطباء بين حُْسن السياسة وفصاحة الخطابة فأينما توجهت إلى علم من العلوم الثلاثة: التاريخ أو الأدب أو السياسة وجدت مادة علمية غزيرة تفيض بعطائهم.
ومن المعلوم أن الخطب السياسية تميزت في العصر الأموي عن الخطب في غيره من العصور؛ لما فيه من أحداث سياسية نشبت عن معارضة قوية وأحزاب سياسية متنافرة أثرت في ارتقاء الخطابة التي خلّد نصوصها التاريخ حيث الثراء الفكري، والتوثيق الدقيق للوقائع التاريخية المصحوب ببراعة العرض وتدفق المشاعر الصادقة فضلًا عن إقامة الأدلة والحجج.
وترصد هذه الدراسة النصوص الأدبية السياسية المتمثلة في خطب الولاة، وتربط بينها وبين ما ورد في الروايات التاريخية ومقارنتهم ببعض لبيان مدي اتفاق أو اختلاف الوارد إلينا من وثائق وروايات، ودراسة النصوص الأدبية السياسية دراسة تاريخية باعتبارها منتج ثقافي مرتبط بالزمان والمكان
 
 
[1] غازي طليمات وعرفان الأشقر: النثر في العصر الأموي، ط1(دمشق، دار الفكر، 2010م)، ص107.