يتناول هذا البحث تَنَاقُضُ عَبَّاسُ محمود العَقَّادِ بَينَ مُنْطَلَقَاتِهِ المَنْهَجِيَّةِ النَّقْدِيَّةِ وَإِبْدَاعِهِ الشِّعْرِيِّ . حاولت في هذه الدراسة التعرُّف إلى مفهوم الشعر عند العقاد ، والوقوف على وظائفه المختلفة . يرى العقاد أن الشعر هو التعبير الجميل عن الشعور الصادق ؛ فهو ترجمة صادقة لحياة صاحبه ؛ فالشاعر من يَشْعُر ويُشْعِر . وعلى الرغم من أن العقاد من كِبَار النُّقَّاد في العالم العربي ، وله تأثير بارز في الأدب والثقافة العربية ؛ فإننا نلاحظ تَنَاقُضًا بين مبادئه النقديَّة وشعره الخاصّ . وغيرُ خافٍ أنَّ العقاد لم يقف عند حد الدعوة النظريَّة لفتح أبواب الشعر أمام كل الموضوعات ، وإنما أَيَّدَهَا بالتطبيق والممارسة الفعلية ؛ فأخذ ينظم شعرًا في موضوعات تافهة مبتذلة لا تشغل تفكير أحد ، مثل : وجهات الدكاكين ، وعسكري المرور ، وكَوَّاء الثياب يوم الأحد ، وسلع الدكاكين ، والمتسول ، وما إلى ذلك من موضوعات . وعندما نُقَارِن بين آراء العقاد ناقدًا , وتطبيقاته شاعرًا , نلاحظ تِلْكَ الهُوَّة السَحِيقَة بين التنظير والتطبيق عنده . وقد انقسم البحثُ إلى تمهيد (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الشِّعْرِ) ، وثلاثة محاور : أولها : النَّاقِدُ أَدِيبٌ فَاشِلٌ ، وثانيها : العَقَّادُ نَاقِدًا ، وثالثها : مَآخِذ عَلَى شِعْر العَقَّاد . وقد تناولتُ كُلَّ مِحْوَرٍ مِنْهُم بِالتَّمْثِيل . اتَّبَعْتُ المنهجَ الوصفيَّ ؛ لكشف التناقض البَيِّن بَين مُنْطَلَقَاتِ العقاد المَنْهَجِيَّةِ النَّقْدِيَّةِ وَإِبْدَاعِهِ الشِّعْرِيِّ .