التــــناسب وأثره في بناء معاني القرآن الكريم سورة النساء أنموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحث دكتوراة في قسم اللغة العربية تخصص البلاغة والنقد

2 أستاذ الأدب والنقد ورئيس قسم اللغة العربية وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمى

3 أستاذ البلاغة والنقد المساعد كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر

المستخلص

                                أ.م.د. محمد عبد الفتاح النجار
مما لا شك فيه أن كتاب الله (عز وجل) ، الذي أنزله على نبيهِ مُحَمَّد (ﷺ) أصح الكلام ، وغير خاف أن دراسة بناء معاني السور القرآنية من أعظم غايات الدرس البلاغي
الحقيقة أن كتاب الله معجز فى كل شئ ، ألفاظه ، ومعانيه ، بلاغته ، تناسبه ، موضوعاته ، نظمه ، فتجد أن جميع سور القرآن نسيج واحد ، كأنها بنيان مرصوص ، جواهر عقد متراصة بجوار بعضها ، لا تجد فيها نفور أو شذوذ ، وكأنها سورة واحدة يترابط آخر كل سورة مع بداية ما يليها ، وأول السورة مع اسمها ، ومطلع السورة مع خاتمتها ، تناسب وترابط بديع لا يملك الإنسان إلا أن يسلم بأنه تنزيل رب العالمين ، فما أجمل القرآن ! ترابطا ، انسجاما ، تناسبا ، ألفاظا .
إن المتأمل لكتاب الله لا ينفك إلا أن يقف عاجزا أمام شموخ االآيات وترابط المعانى والكلمات ، وتناسق الألفاظ الأواخر والبدايات ، لا يخرج عن كونه سر من أسرار المعجزات ، بديع لا يضاهيه علوم الكونيات .
لذا أردت أن ألفت النظر ، وأجعل ومضات على الطريق تشع نورا مقتبس من كلام الله ، وألفت النظر على تناسب ألفاظ االقرآن ومعانيه فاخترت سورة لعلها تكون المنجية والشافعة ، فذكرت اسمها ومكان نزولها ووجه التسمية وكيفية التناسب بينهم جميعا  ، وأردفت ذلك بمحاور السورة وترابطهم ، وتناسب الألفاظ مالجمل والتراكيب معهم، والحديث العذب الشيق عن وجوه البلاغة وعلومها الثلاث ، وما بين كل نوع من تناسب مع السورة ،
إن التحليل البلاغي لكل ـ أبواب البلاغة كشف عن جوانب المعنى ؛ فيه نَعْرِفُ – بجلاء – جمال الألفاظ وجلال المعاني ، وهو من أعظم مظاهر انسجام النص القرآني ، وتماسك بنيانه ، وإحكام آياته ، وتناسب أجزائه ، به تتجلى لطائف الصلات ودقائق المناسبات ، وتظهر الصلة بين العبارات والآيات ، وتبدو قوة التلازم بين بداية الآية ، وما تحتويه من المعاني .
والمقصود بتناسب المعاني وعلاقاتها : ترتيب الأفكار والموضوعات في السورة في بناء واحد ، واتصالها وترابطها ، وتولد بعضها من بعض ، وتوزيعها بين ما هو أساسي وما هو فرعي ؛ لتحقيق المقصد الرئيس الذي جاءت السورة من أجله ؛ ولذلك ندرس السُّورة في بناء واحدٍ مُحكم البنيان ؛ لتكون الآيات أجزاء ذلك البنيان ولبناته .