التعصب آثاره وأخطاره بين اليهودية والمسيحية والإسلام ؛ دراسة نقدية مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الفلسفة كلية الآداب - جامعة المنصورة،

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة وهداية للناس أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وأمان إلى يوم الدين وسلم
وبعد...
فإن الله تعالى قد أعطي الإنسان نعمة العقل ودعاه إلى أن يستعمله للحصول على الفهم وإدراك الأشياء والأمور من حوله بصورة صحيحة معتدلة لا غلو فيها ولا تفريط.
وإذا خرج العقل عن ذلك الهدي الذي خطه الوحي قرآناً وسنة له انزلق في أحد أمرين وكلاهما مر، الأول إما أن يفرط ويتهاون ويهمل وعاقبة ذلك الخسران قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخ ْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ +صُنْعًا﴾[الكهف: 103 ، 104]، وإما أن يتعصب ويتشدد وعاقبة ذلك البوار.
والتعصب قد يكون دينيًا، أو عرقيًا، أو سياسيًا، ولكن أخطر ذلك التعصب التعصب الديني الذي يجعل العقل ينغلق والفهم يُظلم، وتصبح الكراهية والبغضاء هي السائدة المسيطرة، وكذلك يؤثرُ التعصب الديني على المجتمع بشكل سلبي من خلال زعزعة التعايش العام بين أفراد المجتمع ورفع الحب والمودة بين أفراده ووضع الكره والبغضاء بدلاً عنه. وهذا من شأنه أن يجعل المجتمع ضعيفاً مفككاً ويشكلُ أرضاً خصبةً لظهور النزاعات والخلافات وربما تتطور لتصبح حروب تسفكُ فيها دماءُ الأبرياء.